الإسلام الإرهاب العنف


الإسلام الإرهاب العنف


المتتبع للأحداث و الأخبار يلاحظ و كأنه هجوم شرس على الإسلام و المسلمين فلا يخلو يوم و إلا طالعتنا الأخبار من كل حدب و صوب أن المجتمع الغربي و شعوبا و أنظمة لا يقصرون جهدا في الهجوم على الإسلام و أن أجهزة الأمن تتعامل بدونية مع المسلمين باعتبار الديانة غير مرغوب فيها و أن المسلمات ذوات البرقع و النقاب متخلفات و أن الملثمين بلحاهم صورة نمطية لا تناسب العصر الحديث كما تجتهد وسائل الإعلام العربية و تشحذ مفتيها المعروفين و الدين أصبحوا صحفيين دون بطاقة في الكيل للعالم الغربي و تشحين العواطف - حيت نتحرك بالعواطف لا العقول - و يصبح كل عربي شاهد الحلقات حاقد على الغرب لأنه هو الأخر –من منظوره- متخلف و لا يفهم الرسالة المحمدية باعتبارها دين حق....

الطرفان على وجه نقيض

شخصيا أحتار في هدا الذي يسمي نفسه عالما عربيا محتكرا للدين و بنضرة صغيرة و فاحصة للخريطة نرى أنه يمثل الحلقة الأقل نموا اقتصاديا و المتخلف من كل مقاييس التنمية البشرية و الأقل عددا إدا ما قارناه و العالم الإسلامي من ماليزيا إلى السنغال

عديدة هي الدول في العالم التي تتبنى الدين الإسلامي منهجا و دينا لشعوبها فدول كثيرة عرفت نموا اقتصاديا هائلا و لها وزن دبلوماسي قوي على الصعيد الدولي و لا يتعرض مواطنوها للإساءة بسبب الدين أو غيره في الدول الغربية

أين المشكل إذن.

نأخذ تركيا دولة مسلمة في الشرق الأوسط كانت إلى وقت قريب تضم أغلب الدول الإسلامية تحت حضنها في ما سمي الدولة العثمانية ليس لها اقتصاد الريع كالدول العربية الغنية و المتخمة مع دالك لها وزن دبلوماسي و الجميع رأى كيف انسحب رئيس وزرائها من قمة داغوس تحت تصفيق الحاضرين من ممثلي كبرى الدول التي تحترم شعوبها بينما أثر ممثلونا الجلوس على الكراسي المريحة ضنا منهم أنهم يمثلون أنفسهم و الله أعلم

ماليزيا دولة من أكتر الدول الإسلامية كتافه سكانية و من الدول الصاعدة اقتصاديا و لها تأثير سياسي ودبلوماسي مذهل على الصعيد الدولي خصوصا أسيا.

لا أفهم حين طالب الشيشانيون بالاستقلال عن روسيا كانوا يدرون فعلا ما يقولون و هل كانوا سينشئون دولة قوية تحميهم و أيضا حين قام اليوغور في الصين بمظاهراتهم الشهيرة هل كانت الصين ستعطيهم دولتهم و الغريب كيف أنتفض العالم الإسلامي خصوصا العربي منه بالتأكيد و بشحن للعواطف عبر ثلة من الدعاة المعروفين بمظاهرات سلمية و حتى عنيفة لنصرة ما سموه المسلمون وهم لا نصير لهم حتى في دولهم.

من الصين حتى السنغال دول عديدة و مسلون بالملايين و متشبثون بدينهم لاكن هناك نقطتان مهمتان׃

1- لمادا لا يعتبر العالم العربي أن العالم الأخر هو إسلامي و لا يتحدث عنه كثيرا غير أنه قوي منه اقتصاديا و لا يتعامل في دبلوماسيته بدبلوماسية الشيكات التي يستخدمها البعض عندنا مع الحكام الأفارقة و الآخرون مع حكام لدول غربية و عربية لتحاشي الحديث عنهم بل وصلت لحد الفتاوى بالشيكات.

2- لمادا العنف الذي يمارس على المسلمين في الغرب يقتصر في غالب الأحيان على المسلمين من الدول العربية هل المشكلة مع العرب أم مع المسلمين. شخصيا أميل للطرح الأول فالعنف في الضواحي الفرنسية يثيره المسلمون دوي ملامح عربية غالبا ما يتردد فيه شعارات دينية رغم أن لا علاقة له بالدين و المظاهرات و كل صور العنف في العالم الغربي إدا كان أصله مسلمون فهم من أصل عربي فنادرا نسمع في وسائل الإعلام الغربية تحاملا على السنغال و تركيا و ماليزيا بسبب الدين و أنها بلاد تطرف و إرهاب.

و من غبائنا أننا كثيرا ما نسهل للأخر فرصة الانتقاد و الهجوم فحادت الرسوم المسيئة للرسول الأكرم من اعتقد أن الهجوم الشرس و المظاهرات و المقاطعة بالفعل قد خدمت القضية فهو مخطئ بل أعطت فرصة لتنتشر الصور في كل الدول الأوربية ليس للتشهير بل لإعطاء القراء الغربيون تفاهة ما يتظاهرون –حسب رأيهم- عليه العرب رغم أن المهم كمستوى المعيشة و الحقوق المدنية لا يثيرون لها أي اهتمامֽ و أخيرا حضر بناء المساجد في سويسرا و كيف أثاروا القضية رغم علمهم أنها لا تجدي نفعا و بالفعل استغلها اليمين المتطرف و أكد بالحجج عقلية المسلمين المستعدون فقط للعنف و أتت النتيجة عكس ما تظاهر من أجله المتظاهرون

هل هو سوء تدبير أم عقلية متحجرة أم محاولة للسيطرة على عقلية الشعوب و سيادتها ?

إدا كانت دول عربية كفلسطين و مصر و لبنان تعترف بأن جزءا من شعبها مسيحي الديانة م أن كل الدول العربية حتى التي تعتبر نفسها مؤتمنة على المشاعر المقدسة لا تعترض دالك بل الفقهاء و العلماء يؤكدون أن الإسلام دين تسامح مع الديانات فهل يقبلون بناء كنائس للمسيحيين و معابد لليهود في بلادهم أم ستقوم قيامة أخرى لما يسمون أنفسهم حماة الدين

من ابن لادن حامي الدين بالجهاد إلى الحماة عبر الإعلام إلى الحماة عبر المظاهرات ֽ

من المحق أم الكل ليس محق و يجدر مراجعة الأوراق

نقطة أخرى مثيرة كيف تقبل دولا غربية بإعطاء الجنسية لمواطنين مسلمين خصوصا العرب منهم و قد وصلوا إلى 3 ملايين في فرنسا وحدها و والدول العربية تفرض تأشيرات على مواطني الدول الإسلامية و تمنع تحركهم بكل سلاسة بين دولها أليس غريب هدا الأمر يقولون مالا يفعلون

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم